Abstract:
إن القصة القصيرة، ومنذ ظهورىا في منتصف القرن التاسع عشر الديلادي وازدىارىا في
القرن العشرين ترسخت كنوع من الأنواع الأدبية، لو ملالزو الفنية والجمالية التي تميزه عن باقي الأنواع الأخرى ، وىي الفن الأقرب إلذ روح العصر، لأنو ينتقل من التعميم إلذ
التخصيص، كما أنو يعبر عن موقف معين في حياة الفرد، ومن ىنا يستمد ىذا الفن صعوبتو
فالكتابة فيو تتطلب الإجادة والاختصار وفن الإيجاز . أما القصة القصيرة الجزائرية الدعاصرة فقد مرت بمراحل متعددة ، تطورت من خلالذا الدضامين والأشكال الفنية والرؤى والأساليب ، ورغم أنها نشأت في أحضان الحركة الإصلاحية إلا أن ىذا لد يدنع بعض الكتاب من التحرر ولزاولة تصوير الواقع الجزائري بكل أبعاده ، ولقد أثرت الأوضاع الاقتصادية الدزرية والسياسية على القصة القصيرة الجزائرية الدعاصرة أثناء الثمانينيات،
وأصبحت بعض النصوص تعبر تعبيرا فاضحا عن رؤاىا السياسية ، لذلك نجدىا خسرت الكثير
من أدبيتها ، إلا أنها استطاعت أن تعطينا تجربة واقعية عن تفشي البيروقراطية والرشوة والمحسوبية..،. و لقد حاولت البحث عن انعكاس كل ذلك على البيئة الدكانية، وتعمقت في تشكيل الدكان بحيث توصلت في الأخير إلذ عدة أنواع للمكان من خلال بعض المجموعات القصصية القصيرة الصادرة في فتًة الثمانينيات راجية من الله أن يدد في عمري للتعمق أكثر في فتًات زمنية لاحقة. اعتمدت الدراسة على الدكان الفني كما تحدث عنو النقاد الغربيون والعرب أمثال "" غاستون باشلار فلادمير بروب ، جوليان قريداس، يوري لوتمان ، غالب ىلسا ، ياسين النصير صلاح صالح ...الخ ""، إذ ركزت على شعرية ""غاستون باشلار"" ، ومبدأ التقاطبكما بينو ""يوري لوتمان "" فتًكزت الدراسة على ثنائية : الدكان الأليف / الدكان الدعادي، وثنائية أماكن الإقامة وأماكن الإنتقال وقد كان الدكان الأبرز في المجموعات القصصية التي بين يدي، 285 الريف كمكان أليف رحمي والددينة كمكان معادي، كما حاولت استجلاء وظائف الدكان وبعض أبعاده. إن ىذه الدراسة حاولت الاقتًاب من الدكان القصصي، بالاعتماد خاصة على الدكان الروائي باعتبار أن الدراسات الدتعلقة بالدكان في القصة القصيرة تعد على أصابع اليد، لأن ىذه الأخيرة لا يكون فيها الدكان العنصر الأبرز لاختصارىا وإيجازىا ، عكس الرواية التي تكون في العادة رواية أمكنة ،إلا أنني حاولت أن أستخرج بعض الأمكنة من المجموعات القصصية التي اختًتها من فتًة زمنية متقاربة حتى أستطيع الخروج بتجربة قصصية متكاملة، وقد حاولت في الفصل النظري أن أحيط بمفهوم الدكان وأنواعو ووظائفو وأبعاده التي نجدىا قد اختلفت من ناقد إلذ آخر ، وقد اعتمدت في ذلك على لرموعة من الكتب أذكر منها : كتاب "" شعرية الدكان "" لغاستون باشلار ، وكتاب ""الرواية والدكان ""لياسين النصير ، كتاب ""الدكان في الرواية العربية"" لغالب ىلسا ، وكتاب ""قضايا الدكان الروائي ""لصلاح صالح ،كما اطلعت على بعض الكتب التي تناولت الدكان في القصة القصيرة الجزائرية مثل كتاب: القصة القصيرة الجزائرية الثورية- دراسة بنيوية لنفوس ثائرة لعبد الله الركيبي - للناقدة ""أوريدة عبود ،"" وكتاب ""جماليات الدكان في القصة الجزائرية القصيرة"" للأستاذ أحمد طالب....وتبقى الدراسات الخاصة بالدكان دراسات لد تستطع أن تضع لنا قانونا خاصا بو؟، كما وضع ""جيرار جنيث"" القانون الخاص ""بالزمن"" و""فيليب ىامون"" القانون الخاص ""بالوصف والشخصية"" فالبحث فيو يبقى لررد جهود فردية. إن ىذه الدراسة جاءت كإضافة للدراسات الخاصة بالدكان في القصة الجزائرية الدعاصرة، التي تعتبر قليلة جدا مقارنة بما يحملو ىذا العنصر من دور مهم في العملية الابداعية ، فاستطاعت أن تتوغل نوعا ما في ماىية الدكان الفني من خلال: "" الدعاجم اللغوية والفلسفية، والتًاث العربي ، والنقد الغربي والعربي"" وكلها اتفقت على أن للمكان قيمتو في بناء العمل الفني سواء أكان رواية أو قصة، كما قد يصبح أحد الشخصيات الأساسية فيو، ويدكن لو أن يعطي لمحة 286 تعريفية عن الشخصيات إن لد يكن ىو الشخصية بحد ذاتها، ويعطي الدتلقي لمحة تعريفية عنها كما أنو قد يكون حافظا للتاريخ أيضا. ولقد استطعت من خلال بعض النصوص القصصية القصيرة الجزائرية الدعاصرة أن أقدم تجربة وإن كانت غير متكاملة عن الدكان ،إلا أنها استطاعت أن تتجاوز الأنواع إلذ الوظائف والأبعاد استنادا إلذ وصف بعض الأمكنة، لذلك فقد لجأت إلذ الاستعانة ببعض الإجراءات الخاصة بالوصف ""كشجرة الوصف "" مثلا واسقاط بعض الأمكنة عليها للاقتًاب منها أكثر. لقد توصلت للعديد من النتائج أهمها أن الدكان في القصة الجزائرية القصيرة الدعاصرة ػػػػػ من خلال المجموعات القصصية التي اختًناىا ػػػ قد تعدد وتنوع خاصة الدكان الاجتماعي والأمكنة الأليفة والدعادية وأن القاص الجزائري استطاع أن يبعد عن الدكان تلك الصفة الذندسية الطوبوغرافية اللصيقة بو، وعالجو بكل تمفصلانو الآنية و حدوده الواقعية والتخييلية، كما استطاع أن يبين أثره في تشكيل وجدان الإنسان و رسم حياتو، لذلك نجده قد تجلى فيها رغم أن حضوره كان ضئيلا في المجموعات القصصية التي بين أيدينا، كما أنو يتفق مع القاص والروائي العربي في كره الددينة فتجلت في النصوص كمكان معاد تكرىو الشخصيات المحورية وتكون النهاية دائما كيفية الرحيل و الخروج منها، بالدقابل تجسد الريف كمكان أليف ورحمي كما أعطت بعض الأمكنة الدوظفة في القصة الجزائرية القصيرة صورة عن الحياة الجزائرية أثناء الفتًة الاستعمارية فكانت شاىدة على بعض الدواقف التاريخية . إلا أن القصة الجزائرية القصيرة الدعاصرة لد تعطنا دلات جديدة لبعض الأمكنة فكان توظيف بعض الأمكنة في القصة الجزائرية القصيرة توظيفا فارغ الدلالة. إلا أنها استطاعت رصد الأمكنة في تحولاتها، فالدكان في تحول مستمر بين العداء والألفة فقد يتحول الدكان الأليف مثل البيت مثلا إلذ مكان معارض و مرفوض ومعاد، كما قد تتحول بعض الأماكن الدنغلقة إلذ أماكن مفتوحة ، وبينت أثره الكبير على الشخصية و قد يعوض الدكان الواحد العديد من الأمكنة فيصبح متعدد الخدمات. إن ىذه الدراسة قد حاولت الاقتًاب من الدكان الذي يعتبر من العناصر الفنية الذامة والتي ماتزال الدراسات النقدية لد تستقر إلذ وضع نظرية متكاملة خاصة بو، والاقتًاب من القصة القصيرة التي تعتبر الفن الأصعب انطلاقا من شروط الكتابة فيها وتعقيدىا ، وأخيرا فالأدب الجزائري الذي مازال بكرا يحتاج إلذ لكثير من الدراسات الدعمقة فيو، وىي بذلك كانت دراسةجريئة فتحت الباب على مصراعيها أمام الباحثين والنقاد الدهتمين بموضوع الدكان والقصة القصيرة والأدب الجزائري. إن القصة القصيرة، ومنذ ظهورىا في منتصف القرن التاسع عشر الديلادي وازدىارىا في القرن العشرين ترسخت كنوع من الأنواع الأدبية، لو ملالزو الفنية والجمالية التي تميزه عن باقي الأنواع الأخرى ، وىي الفن الأقرب إلذ روح العصر، لأنو ينتقل من التعميم إلذ التخصيص، كما أنو يعبر عن موقف معين في حياة الفرد، ومن ىنا يستمد ىذا الفن صعوبتو فالكتابة فيو تتطلب الإجادة والاختصار وفن الإيجاز . أما القصة القصيرة الجزائرية الدعاصرة فقد مرت بمراحل متعددة ، تطورت من خلالذا الدضامين والأشكال الفنية والرؤى والأساليب ، ورغم أنها نشأت في أحضان الحركة الإصلاحية إلا أن ىذا لد يدنع بعض الكتاب من التحرر ولزاولة تصوير الواقع الجزائري بكل أبعاده ، ولقد أثرت الأوضاع الاقتصادية الدزرية والسياسية على القصة القصيرة الجزائرية الدعاصرة أثناء الثمانينيات، وأصبحت بعض النصوص تعبر تعبيرا فاضحا عن رؤاىا السياسية ، لذلك نجدىا خسرت الكثير من أدبيتها ، إلا أنها استطاعت أن تعطينا تجربة واقعية عن تفشي البيروقراطية والرشوة والمحسوبية..،. و لقد حاولت البحث عن انعكاس كل ذلك على البيئة الدكانية، وتعمقت في تشكيل الدكان بحيث توصلت في الأخير إلذ عدة أنواع للمكان من خلال بعض المجموعات
القصصية القصيرة الصادرة في فتًة الثمانينيات راجية من الله أن يدد في عمري للتعمق أكثر في فتًات زمنية لاحقة. اعتمدت الدراسة على الدكان الفني كما تحدث عنو النقاد الغربيون والعرب أمثال "" غاستون باشلار فلادمير بروب ، جوليان قريداس، يوري لوتمان ، غالب ىلسا ، ياسين النصير صلاح صالح ...الخ ""، إذ ركزت على شعرية ""غاستون باشلار"" ، ومبدأ التقاطبكما بينو ""يوري لوتمان "" فتًكزت الدراسة على ثنائية : الدكان الأليف / الدكان الدعادي، وثنائية أماكن الإقامة وأماكن الإنتقال وقد كان الدكان الأبرز في المجموعات القصصية التي بين يدي، الريف كمكان أليف رحمي والددينة كمكان معادي، كما حاولت استجلاء وظائف الدكان وبعض أبعاده. إن ىذه الدراسة حاولت الاقتًاب من الدكان القصصي، بالاعتماد خاصة على الدكان الروائي باعتبار أن الدراسات الدتعلقة بالدكان في القصة القصيرة تعد على أصابع اليد، لأن ىذه الأخيرة لا يكون فيها الدكان العنصر الأبرز لاختصارىا وإيجازىا ، عكس الرواية التي تكون في العادة رواية أمكنة ،إلا أنني حاولت أن أستخرج بعض الأمكنة من المجموعات القصصية التي اختًتها من فتًة زمنية متقاربة حتى أستطيع الخروج بتجربة قصصية متكاملة، وقد حاولت في الفصل النظري أن أحيط بمفهوم الدكان وأنواعو ووظائفو وأبعاده التي نجدىا قد اختلفت من ناقد إلذ آخر ، وقد اعتمدت في ذلك على لرموعة من الكتب أذكر منها : كتاب "" شعرية الدكان "" لغاستون باشلار ، وكتاب ""الرواية والدكان ""لياسين النصير ، كتاب ""الدكان في الرواية العربية"" لغالب ىلسا ، وكتاب ""قضايا الدكان الروائي ""لصلاح صالح ،كما اطلعت على بعض الكتب التي تناولت الدكان في القصة القصيرة الجزائرية مثل كتاب: القصة القصيرة الجزائرية الثورية- دراسة بنيوية لنفوس ثائرة لعبد الله الركيبي - للناقدة ""أوريدة عبود ،"" وكتاب ""جماليات الدكان في القصة الجزائرية القصيرة"" للأستاذ أحمد طالب....وتبقى الدراسات الخاصة بالدكان دراسات لد تستطع أن تضع لنا قانونا خاصا بو؟، كما وضع ""جيرار جنيث"" القانون الخاص ""بالزمن"" و""فيليب ىامون"" القانون الخاص ""بالوصف والشخصية"" فالبحث فيو يبقى لررد جهود فردية. إن ىذه الدراسة جاءت كإضافة للدراسات الخاصة بالدكان في القصة الجزائرية الدعاصرة، التي تعتبر قليلة جدا مقارنة بما يحملو ىذا العنصر من دور مهم في العملية الابداعية ، فاستطاعت أن تتوغل نوعا ما في ماىية الدكان الفني من خلال: "" الدعاجم اللغوية والفلسفية، والتًاث العربي ، والنقد الغربي والعربي"" وكلها اتفقت على أن للمكان قيمتو في بناء العمل الفني سواء أكان رواية أو قصة، كما قد يصبح أحد الشخصيات الأساسية فيو، ويدكن لو أن يعطي لمحة تعريفية عن الشخصيات إن لد يكن ىو الشخصية بحد ذاتها، ويعطي الدتلقي لمحة تعريفية عنها كما أنو قد يكون حافظا للتاريخ أيضا. ولقد استطعت من خلال بعض النصوص القصصية القصيرة الجزائرية الدعاصرة أن أقدم تجربة وإن كانت غير متكاملة عن الدكان ،إلا أنها استطاعت أن تتجاوز الأنواع إلذ الوظائف والأبعاد استنادا إلذ وصف بعض الأمكنة، لذلك فقد لجأت إلذ الاستعانة ببعض الإجراءات الخاصة بالوصف ""كشجرة الوصف "" مثلا واسقاط بعض الأمكنة عليها للاقتًاب منها أكثر. لقد توصلت للعديد من النتائج أهمها أن الدكان في القصة الجزائرية القصيرة الدعاصرة ػػػػػ من خلال المجموعات القصصية التي اختًناىا ػػػ قد تعدد وتنوع خاصة الدكان الاجتماعي والأمكنة الأليفة والدعادية وأن القاص الجزائري استطاع أن يبعد عن الدكان تلك الصفة الذندسية الطوبوغرافية اللصيقة بو، وعالجو بكل تمفصلانو الآنية و حدوده الواقعية والتخييلية، كما استطاع أن يبين أثره في تشكيل وجدان الإنسان و رسم حياتو، لذلك نجده قد تجلى فيها رغم أن حضوره كان ضئيلا في المجموعات القصصية التي بين أيدينا، كما أنو يتفق مع القاص والروائي العربي في كره الددينة فتجلت في النصوص كمكان معاد تكرىو الشخصيات المحورية وتكون النهاية دائما كيفية الرحيل و الخروج منها، بالدقابل تجسد الريف كمكان أليف ورحمي كما أعطت بعض الأمكنة الدوظفة في القصة الجزائرية القصيرة صورة عن الحياة الجزائرية أثناء الفتًة الاستعمارية فكانت شاىدة على بعض الدواقف الت اريخية . إلا أن القصة الجزائرية القصيرة الدعاصرة لد تعطنا دلات جديدة لبعض الأمكنة فكان توظيف بعض الأمكنة في القصة الجزائرية القصيرة توظيفا فارغ الدلالة. إلا أنها استطاعت رصد الأمكنة في تحولاتها، فالدكان في تحول مستمر بين العداء والألفة فقد يتحول الدكان الأليف مثل البيت مثلا إلذ مكان معارض و مرفوض ومعاد، كما قد تتحول بعض الأماكن الدنغلقة إلذ أماكن مفتوحة ، وبينت أثره الكبير على الشخصية و قد يعوض الدكان الواحد العديد من الأمكنة فيصبح متعدد الخدمات.
إن ىذه الدراسة قد حاولت الاقتًاب من الدكان الذي يعتبر من العناصر الفنية الذامة والتي ماتزال الدراسات النقدية لد تستقر إلذ وضع نظرية متكاملة خاصة بو، والاقتًاب من القصة القصيرة التي تعتبر الفن الأصعب انطلاقا من شروط الكتابة فيها وتعقيدىا ، وأخيرا فالأدب الجزائري الذي مازال بكرا يحتاج إلذ لكثير من الدراسات الدعمقة فيو، وىي بذلك كانت دراسة جريئة فتحت الباب على مصراعيها أمام الباحثين والنقاد الدهتمين بموضوع الدكان والقصة القصيرة والأدب الجزائري.